la ville de Demnate  ,  مدينة دمنات

مدونة مدينة دمنات الجميلة التي تقع وسط جبال الاطلس المغربي la ville de Demnate est une belle ville Marocain

الأربعاء، 18 يناير 2023

تاريخ دمنات

تاريخ دمنات

مدينة دمنات
تاريخ دمنات



كـــانت دمنـــات في القرن 19 تتكون من القصبة المخزنية التي كـــانت تحيط بها أسوار قديمة ، ومن أحياء مجاورة أحيط بها سور أحدث من سور القصبة كان أهمها حي أرحبي . ويشهد تاريخ دمنات في القرون السالفة ، وكذا وجود عدد من الفنادق و الأسواق العتيقة بها على ما كان لها من نشاط تجاري مهم في الماضي .
سقطت دمنــات طيلة القرون الأخيرة ( قبل القرن 19 ) في تدهور عمراني محقق ، فتعطلت فنادق التجارة ، وظهرت خرائب في مساحات كانت من قبل مبنية و مزدهرة . وقد أعيد تجديد هذه العمارة في عهد محمد بن عبد الرحمــن ، وبلغت أوجها في عهد الحسن الأول ، وتحطمت بعد موته ، واستسلمت لسبات أشبه بالموت طيلة النصف الأول من القرن 20 ، ومن الطبيعي أن هذا التطور انعكاس للنشاط الاقتصادي و للأحداث السياسية.


ففي عهد القائد علي أوحدو أمر محمد بن عبد الرحمــن ببناء سور لمجموع دمنات ، بعد أن كان السور يحيط بالقصبة وحدها ، و ذلك بعد أن استهدف النهاب أسواق دمنات مرات عديدة إثر نوبات الجفاف و المجاعات المتعاقبة على البلاد . وأنفق على بناء السور و أبراجه من أحباس مسجد دمنات ، ودفع فيه أهل أرحبي سبعين مثقالا لكل دار . ويعتبر تجديد السور علامة على دخول دمنـــات في صراع جديد مع القبائل المجاورة، حتى إن منار المسجد الجامع بأرحبي كان إلى عهد القائد علي أوحدو منارا عاليا و كاملا ، فاضطر السكان إلى تحطيمه و الإبقاء على منار قصير لأن السياب استغلوه وضربوا منه الدور التي يطل عليها .
أما القصبة فقد ظل سورها قائما يحيط به خندق عميق . و قد تحدث الغجدامي عن بانيها بقوله : " وحفر خندقا من وراء السور المذكور ، وقد أحاط به ، وجعل لها بابا واحدا ، وبنى قنطرة على الخندق يمر عليها الداخل و الخــارج . والخندق المذكور أسفله ضيق و أعلاه واسع على شكل الببور ( السفينة ) ، و جصصه كله . ... وأنا رأيت هذا الخندق أول قدومي لدمنــات تاريخ 1295 عامرا بماء مثل مرجان الزيت لطول مكثه في المحل . والخندق إذ ذاك صالح محيط بسور القصبة ، دائر بها كالحلقة ، فإن حدث به الفساد والتغيير فمن الوقت المذكور الذي نزلت فيه المصيبة العظمى بدمنات و سكانها بموت الحسن الأول " .


و بالرغم من كون الراهب شارل دوفوكو قد مر بدمنات ( 1883 - 1884 ) بعيد وباء و مجاعة عظمى ، فقد تركت عنده عمــارتها انطباع ازدهار ورخاء : " إن دمنات محاطة بسور مستطيل الشكل، جذرانه ذات شرفات ، و هي مزودة بمصاطب للرماة ، و مجنبة ببروج ، و الكل في حال جيدة ، لا خرق فيه و لا تحطيم . و تمكن ثلاثة أبواب من الدخول إلى المدينة . أما القصبة فلها سورها على حدة ، و هو محاط بخندق . و هذا الخندق هو الوحيد الذي رأيته في المغرب، فعرضه ما بين 7 و 8 أمتار ، وعمقه من 4 إلى 5 أمتار ، و هو ممتلىء جزئيا بالماء. و في وسط هذه القصبة يقوم المسجد الكبير و دار القائد ، وجدران المدينة كلها مبنية بالطابية . وليس هناك من مبنى مبيض ما عدا سكنى القائد و المنار المجاور لها ، أما الباقي فلونه أسمر داكن ، و ثلثا المساحة المحاطة بالسور في دمنات تغطيها دور في حالة حسنة و إن كانت رديئة البناء ، و أما الثلث الآخر فتشغل جزءا منه بعض المزروعات ، و يشغل السوق جزءا آخر . وليست فيها مساحات خالية و لا خرائب ، و في الجملة فمظهرها مظهر رخاء ".
داخل السور المحيط بالمدينة ، إضافة إلى سور القصبة ، بني لاحقا بأمر من الحسن الأول الملاح الجديد ( الملاح حاليا ) وجعل له سور محيط به و أبواب إلى داخل المدينة . فقد طلب أهل دمنات من السلطان محمد بن عبد الرحمــن أن يحول اليهود من الحي الذي كانوا يسكنونه ( الملاح القديم ) بين أرحبي و القصبة ( الفلاح حاليا ) ، بدعوى أن مياه الساقية التي تجلب الماء للمدينة كانت تمر على هذا الحي فتتلوث قبل أن تصل إلى الحمامات و المساجد و الأحياء الأخرى ، و قد أمر السلطان بالتحويل ولم ينفذه القائد علي أوحدو. و لم يرد بعد ذلك ما يشير إلى خلاف بين الطائفتين لمدة عشرين عاما . وعندما زار الحسن الأول دمنات في أبريل 1887 ، اشتكى إليه السكان أضرار اليهود و إفسادهم للماء المار عليهم فعاين شخصيا تلك الأضرار و أمر العامل و أعيان دمنات و جماعة اليهود أن يحضروا لديه عشية ، فحضر الجميع و عرض عليهم أن يبني لهم محلا خاصا بهم يعزل فيه اليهود من المسلمين و يكون أوسع و أصلح من الملاح القديم ، وقبل اليهود ، و كلف مهندسين بأن يختارا محلا معزولا عن المدينة فاختارا محلا يسمى آيت عمر قبله الفريقين و أمر بالشروع بالبناء. و قد تم إتمام بناء الملاح الجديد حوالي 13 يناير 1890 لتبدأ سمسرة دور الملاح القديم و بيعها و كذلك كراء حوانيت الملاح الجديد


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق