la ville de Demnate  ,  مدينة دمنات

مدونة مدينة دمنات الجميلة التي تقع وسط جبال الاطلس المغربي la ville de Demnate est une belle ville Marocain

الأربعاء، 11 ديسمبر 2019

التطورات السياسية في دمنات منذ القرن التاسع عشر حتى فترة الحماية

التطورات السياسية في دمنات منذ القرن التاسع عشر حتى فترة الحماية



حسب ما أورده الأستاذ أحمد التوفيق في كتابه (المجتمع المغربي في القرن التاسع عشر: إينولتان 1850 –1912) وفي إطار الحديث عن الأحداث التي عرفتها إينولتان من منتصف القرن التاسع عشر إلى الغزو الفرنسي (الصفحة 143) أشار إلى أن دمنات كانت تابعة في البداية إلى منطقة السراغنة منذ عهد السلطان سيدي محمد بن عبد الله.
وفي عهد السلطان المولى عبد الرحمان تم تعيين القائد علي أوحدو الدمناتي على منطقة دمنات ولتانة فطواكة وغجدامة.ومن تم لعبت دمنات دورا هاما بالنسبة للمخزن حيث قامت بتطويع قبائل الأطلس وتأمين بريد تافلالت وتموين العائلة السلطانية بها.
وقد كانت دمنات عرضة من حين لآخر لأعمال النهب من طرف القبائل السائبة و المجاورة لها ، نظرا لانعدام سور يحيط بها ، و لذلك أمر السلطان سيدي محمد بن عبد الرحمان ببناء سور دمنات حتى يحيط بالمدينة كاملة عوض ما كان في السابق حيث كانت القصبة التي يقطنها العامل هي وحدها التي يحيط بها السور ثم الخندق فقد ذكر شارل دوفوكو أن هذا الخندق هو الوحيد الذي صادفه في المغرب و أعطى أرقاما حوله مفادها أن عرضه يبلغ ما بين سبعة و ثمانية أمتار ، أما عمقه فيتراوح ما بين اربعة و خمسة أمتار نصفه مملوء بالماء و هذا ما يؤكد التهديدات المتواصلة ضد المدينة كلما سمحت الفرصة لذلك كما سيأتي.
وفي سنة 1875 تولى قيادة دمنات القائد الحاج الجيلالي بن علي أوحدو،وقد أظهر القائد الجديد حنكة ودراية بشؤون المنطقة لذلك عينه السلطان مولاي الحسن على القبائل السائبة خارج إينولتان مثل قبائل ايت بوكماز، قبائل تدغة، قبائل ايت عطا.
وعند وفاة السلطان مولاي الحسن سنة 1894 م تعرضت دمنات لهجومات القبائل المجاورة واستولت على المدينة ونهبوا دورها بما في ذلك دار القائد الحاج الجيلالي في قصبة دمنات.
وقد فر القائد إلى زاوية تناغملت قرب شلالات أزود. وقد فشلت محاولاته الأولى للعودة إلى دمنات في البداية إلى أن تمكن من الاتصال بأعيان المدينة واللذين مهّدوا له حماية العودة وخاصة بعدما حصل على ظهير تعيين جديد من قبل السلطان مولاي عبد العزيز.
وقد مارس القائد الجيلالي بعد عودته إلى دمنات معززا بهذا الظهير، سياسة انتقامية تجاه معارضيه السابقين سواء من أعيان دمنات أو خارجها حيث أرهقهم بالضرائب والكلفة وأعمال السخرة بل والسجن أحيانا.كل ذلك دفع هؤلاء المعارضين إلى تنظيم عملية اغتيال نُفِّذت فعلا أثناء صلاة الجمعة بمسجد القصبة بدمنات، قُتِل على إِثرها القائد الجيلالي وقُتِل في نفس الوقت منفِّذُ هذه العملية. ومباشرة بعد هذه العملية وقعت إضطرابات في مدينة دمنات نُهبت على إِثرها كثير من الدور وخاصة في الملاح بالإضافة إلى دار القائد.
في هذه الفترة بدأت أسرة جديد تكتسب النفوذ والقوة وهي أُسرة ݣلاوة الذين استفادوا من ظهير تعيين منذ عهد مولاي الحسن عندما سهلوا عملية مرور حركة السلطان بالأطلس الكبير.  وقد وسعوا نفوذهم عندما ضموا إليهم منطقة فطواكة التي اقتطعوها من قيادة اينولتان. وبعد محاولات عديدة نجح محمد ابلاغ في الحصول على ظهير تعيين سلطاني من مولاي عبد العزيز كقائد على دمنات منتصرا بذلك على أكبر منافسيه وهو سعيد الدمناتي أخ القائد الجيلالي المغتال الذي حصل بدوره على ظهير تعيين كقائد على دمنات وايت شتاشن وذلك بتاريخ 10 مارس 1906 لكنه لم ينفذ نظرا للأحداث التي عرفتها عاصمة المغرب والمتمثلة في انتقال المُلك من السلطان مولاي عبد العزيز إلى السلطان مولاي عبد الحفيظ.
وكان المستفيد من هذا الانقلاب السياسي هو أسرة اݣلاوى المساندين للسلطان الجديد مولاي عبد الحفيظ.وفعلا بادر السلطان بإصدار ظهير جديد عُيِّن فيه علال الݣلاوي قائدا على دمنات. لكن القائد السابق محمد ابلاغ رفض التنازل عن منصبه فاندلعت الحرب بين القائدين، لكن علال الݣلاوي انتصر على غريمه وفر هذا الأخير إلى قبيلته في كرول ومن هناك مَارس مُعارضَته. كما أن من بين الرافضين لسلطة اكلاوى هو الشيخ الكبير أولعيد أوحساين من ايت ابلال والذي عينته قبائل إينولتان عليها بعدما سمعت بتعيين علال الݣلاوي قائدا على دمنات واينولتان. و يستنتج من هذه الأحداث أن سكان المنطقة رفضوا رفضا باثا الخضوع لسلطة اكلاوى بسبب انتشار شائعات بين السكان تُفيد بأن أسرة الكلاوي تتعامل مع النصارى و تريد إدخالهم إلى المغرب،و فعلا كان ذلك.
ومع حصار القبائل المجاورة لفاس العاصمة سنة 1911 م توثرت العلاقة بين السلطان وأسرة اكلاوى نتج عنها طرد السلطان مولاي عبد الحفيظ للمدني الكلاوي من منصبه وعُين مكانه ادريس منو باشا على مدينة مراكش وأحوازها بعد أن ألحق منطقة دمنات بعمالة مراكش.وبمجرد ما سمع سكان دمنات بالتعيين والتقطيع الجديد بادروا إلى الهجوم على القصبة وإخراج القائد علال الݣلاوي،وتولى مكانه القائد الناجم الخصاصي.
في هذه الفترة تسارعت الأحداث السياسة في المغرب وانتهت بعقد الحماية الفرنسية على البلاد.ومباشرة بعد ذلك عَمِل الإستعمار الفرنسي على تنفيذ سياسته الحمائية على كل أنحاء المغرب.وقد دخلت القوات الفرنسية إلى مراكش بعد هزيمة أحمد الهيبة في سيدي بوعثمان.ومباشرة تم تغيير باشا مراكش ادريس منو وعُيِن مكانه الباشا المدني الكلاوي.
ومن الطبيعي أن ينعكس ذلك على الأحداث في دمنات.
فقد عمل المدني لكلاوي على إرجاع أخيه علال الكلاوي قائدا على دمنات. إلاّ أن سكان إينولتان ودمنات رفضوا هذا التعيين الجديد ممّا دفع المدني الكلاوي بتغيير علال بابنه عبد الملك بن المدني الݣلاوي والذي حضي بقبول سكان إينولتان وفطواكة باستثناء اولعيد اوحساين الذي رفض تعيينه بدعوى أن الذي نصّبه هو الإستعمار الفرنسي.
وفي نفس السنة 1912 م اصطحب المدني لكلاوي الكونونيل مانجان إلى دمنات والتي دخلها بجيوشه دون حرب حيث استسلمت المدينة بعد أن مَهّد الكلاوون هذا الإستسلام. وأقام الفرنسيون معسكرا فوق تلة في الجهة الشمالية لدمنات والمعروفة بإسم إمليل.
وإذا كانت دمنات المدينة قد استسلمت دون قتال فإن قبائل الجبال بقيادة الشيخ الكبير أولعيد اوحساين قد واصلت الكفاح ضد المستعمر وحلفاءه من الݣلاويين وايت ابلاغ. وقد وقعت حروب متقطعة بين الفريقين واستمرت انتفاضة قبائل الجبال إلى غاية 1916م وانتهت باستسلام اولعيد اوحساين بوساطة ابلاغ محمد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق