la ville de Demnate  ,  مدينة دمنات

مدونة مدينة دمنات الجميلة التي تقع وسط جبال الاطلس المغربي la ville de Demnate est une belle ville Marocain

الأربعاء، 11 ديسمبر 2019

دمنات تاريخيا

دمنات تاريخيا



استفادت دمنات من موقعها عند قدم الأطلس الكبير ووجودها في طريق الممرات الجبلية وعلى رأسها ممر تزي نفدغات التي تربط بين دمنات وسكورة في الصحراء لتلعب بذلك دور الوسيط التجاري بين هضاب السراغنة وجبال الأطلس والصحراء بل إنها استفادت كذلك من الطريق الرئيسية التي تربط العواصم التقليدية مراكش، فاس ومكناس. مما أدى إلى ازدهار أسواقها كما أكد ذلك الحسن الوزان ليون الإفريقي في كتابه >> وصف إفريقيا  <<، والذي وصف دمنات ب (المشترائية).
وبقيت المدينة تحافظ على رواجها وازدهارها الإقتصادي حتى أواخر القرن التاسع عشر كما يتضح ذلك من خلال ما وصفه الرحالة المسيحي الفرنسي شارل دوفوكو أثناء مروره من مدينة دمنات في أكتوبر 1883.
ونقرأ كذلك في Bulletin économique et social du Maroc 1955 أرقاماً تدل على هذا الإزدهار الإقتصادي الذي تعرفه المدينة ويتجلى في وجود ثمانية فنادق لإيواء التجار ودوابهم وسلعهم أثناء انتقالهم عبر دمنات. وتشير نفس المجلة كذلك إلى وجود 500 دكان متخصصة في كل المواد المنتجة محليا كالملح والصوف ومختلف المنتوجات الحرفية أو المستردة من الصحراء كالثمروالحناء والتين. رغم أن عدد سكان دمنات لا يتجاوز 5844 نسمة حسب إحصاء 1892،ويشكل اليهود ضمنهم 1726نسمة.
كما أن الإزدهار الإقتصادي الذي عرفته مدينة دمنات في الفترة ما قبل الرأسمالية يُؤكده كذلك تواجد جالية يهودية تتمركز في حي الملاح وتعتبر من أهم التجمعات اليهودية في المغرب كما هو الشأن في مدينتي صفرو والصويرة. بل إن مشكل يهود دمنات قد تدخلت فيه دول أجنبية واتخذته حجة لدى المخزن المغربي من أجل الضغط عليه في إطار الضغوط التي تعرض لها المغرب خلال القرن التاسع عشر.وهذه الضغوط هي التي أجبرت السلطان مولاي الحسن لإصدار ظهير خاص ببناء ملاح جديد وذلك بتاريخ 11 ماي 1887 عوض الملاح القديم الذي يسمى حي الفلاح حاليا بعد أن كثرت شكاوى المسلمين الذين اتهموا يهود الملاح القديم بتدنيس مياه الساقية التي يستعملها المسلمون في مسجد أرحبي والحمام المجاور له.
وكانت دمنات منذ القديم وحسب تصريحات شارل دوفوكو، منطقة يتعايش فيها العنصرين اليهودي والإسلامي إلى حد التمازج على مستوى اللغة والألبسة والعادات والأفراح بحيث يصعب التمييز بين اليهود والمسلمين إلاّ من خلال الطقوس الدينية.
وتتعايش في دمنات كذلك لهجتين أمازيغيتين وهما تشلحيت وتمازيغت، بل إن أمازيغية دمنات مشحونة بكثير من الألفاظ العربية المجاورة نظرا لاختلاط سكان دمنات بالقبائل العربية المجاورة وخاصة منها قبائل اولاد خلوف والحمدانة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق