تعتبر سلسلة جبال الأطلس المغربية من المناطق الأكثر ثراء جيولوجيا، والأكثر تنوعا من حيث التضاريس. فهي تتوفر على شلالات، وقناطر طبيعية، وأنهار كبيرة بالإضافة إلى كون جل الجبال تعرف تساقطات ثلجية مهمة تستغل في التزحلق. وهي بذلك تستقطب عددا كبيرا من السياح الأجانب الذين تستهويهم المناظر الطبيعية المتنوعة ووفود زوار مغاربة هاربين من ضجيج المدينة وتلوثها ناشدين الخلود للراحة والإستجمام ومستمتعين بالمناظر الخلابة.
اختلفت الروايات حول تأسيس مدينة دمنات، فهناك من يعتبر أن موسى بن نصير آخر ولاة عبد الملك بن مروان هو الذي بناها في القرن الثامن الميلادي ويرجعها بعض المؤرخين إلى ما قبل الإسلام.
ويرجع المؤرخون أن أول ما بني بمدينة دمنات هي القصبة الحالية المحاطة بسور الذي يرجع تاريخه إلى نفس تاريخ بناء المدينة. ويسمى سور موسى بن نصير، وقد أعاد بناء هذا السور المولى هشام أخ المولى سليمان احد أبناء المولى إسماعيل.
عندما زار السلطان مولاي الحسن الأول دمنات اشتكى له سكان المدينة أفراد اليهود وإفسادهم لماء الساقية لكونها تتلوث قبل أن تصل إلى الحمامات، والمساجد، والأحياء الأخرى فأمر السلطان أن يبني لليهود محلا خاصا بهم أوسع وأصلح من الملاح القديم الذي كان هو حي الفلاح حاليا.
تتوفر المدينة على مآثر تاريخية مهمة كالقصبة والسور الذي يحيط بها، والذي لا تزال بقاياه تشهد على أهميته الأثرية، وكذا قصر المولى هشام الذي بناه مند حوالي 900 سنة بعدما التمس منه سكان مدينة دمنات أن يقيم بينهم ليضمن استقرارهم. إلا أن أهم ما يميز مدينة دمنات من الجانب الطبيعي هي مغارة إمين إفري الخلابة، والتي تستقطب عددا وافرا من الرواد من شتى أنحاء المغرب على مدار السنة خاصة في فصلي الربيع والصيف.
تكونت مغارة إمين إفري "وتعني فم المغارة بالأمازيغية" بفعل حت مياه واد تسيليت لصخور الترافيرتان الهشة التي ترجع إلى الحقبة الرابعة "ما يناهز 1,8 مليون سنة". تكونت هذه الصخور بفعل تموضع ترسبات الكلس الذائب في مياه العيون التي تشبعت بكربونات الكالسيوم بعد مرورها في الصخور الكلسية المكونة بجبال الأطلس- العيون المالحة للتريي "203 مليون سنة". والعيون العذبة تنبع من الصخور الكلسية للجوراسيك السفلي" 200 مليون سنة". وهي تمتد على مساحة 1500 متر مربع. كما تتوفر على مياه مهمة تستغل في سقى الحقول والبساتين المجاورة.
غير بعيد عن مغارة إمين إفري تم العثور على أثر حوافر أقدم أنواع الديناصورات في العالم. يطلق عليه أطلزوس"Atlasaurus". وقد تم مؤخرا تأسيس نادي أصدقاء الدينصورات من طرف جمعية مدرسي علوم الحياة والأرض- فرع دمنات. وهي جمعية غير حكومية. ولا نستغرب هذا الإكتشاف فجبال الطلس تعتبر من اكبر المقابر للديناصورات في العالم. ففي سنة 1927 تم اكتشاف بقايا حيوان من فصيلة الديناصورات في الأطلس المتوسط. بعد ذلك عثرت بعثة أمريكية على أجزاء بقايا أخرى لديناصور أصغر حجما في منطقة الأطلس الكبير. في سنة 1980 تم اكتشاف هيكل عظمي كامل لديناصور على مقربة من مدينة ازيلال، يعود إلى الزمن الجوراسي الأوسط قبل 160 سنة، وهو معروض في متحف علوم الأرض بمدينة الرباط " طوله 15 مترا، ووزنه 20 طنا".
وفي عام 1998 تم العثور على بقايا عظام ديناصور اعتبرته البعثة، التي قامت بتحليل هذه البقايا ومقارنتها مع باقي الهياكل الموجودة في العالم، جد الديناصورات العاشبة، ويعود إلى الزمن الجورسي الأدنى قبل 180 مليون سنة.
ولا تزال الأبحاث جارية في إطار التنقيب عن بقايا ديناصورات في عدد من مناطق جبال الأطلس.
على بعد ثلاثة كيلومترات من مدينة دمنات توجد قرية "تالنتزارت" كانت بها عين تسمى" تاغبولت" وهو اسم مصغر لعين ماء خلال السبعينات يتدفق منها الماء، ويتجمع في صهريج يستغل في سقي الأراضي الزراعية. وكان يعيش في هذه العين سمك أحمر اللون يقدسه سكان القرية، ويحرم اصطياده. وكانت إلى جانبها شجرة كبيرة تظلل العين تزيد من جمالية العين، وتحافظ على برودة الماء في الصهريج.
وكانت في نفس القرية عين ماء أخرى امام ضريح سيدي واكريان، وهي دفاقة بالمياه الباردة يستحم فيها الناس قصد معالجة بعض الامراض.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق